
من لم ينخلع فؤاده لوفاة دييجو جوتة بدعوى أنه غير مسلم؛ فهو من غلاظ القلوب عديم الإنسانية والرحمة، هو نفسه من يشمت لموت كل مسلم مخالف له في المذهب أو حتى من مذهبه لكنه يختلف في فهم بعض الأمور والقضايا.
الدين موجود في فطرة كل إنسان، ويتجلى في قيم الإنسانية المتمثلة في الرحمة والتسامح والعدل والإحسان، وكل القيم والمثل والروحانيات التي جاء الدين للتذكير بها والتدريب على التمسك بها وجعلها لزاما وميثاقا مع الله لا تترك الفطرة السليمة فقط، جاء الدين من أجل تنظيم سلوك أولئك المرجفين فحرفوا مقاصده وتلاعبوا بالكلمات حتى يتحول الدين إلى عقيدة كره تجاه كل مختلف بدعوى الولاء والبراء.
الإنسانية ليست سلوكا انتقاييا عندما يموت إنساناً نستفسر أولا إن كان مسلما نحزن وأن كان غير ذلك فهو في الدرك الأسفل من النار، ثم لو عرفنا أنه مسلما نسأل على أي مذهب يكون، وإن كان من مذهبنا نبدأ في السؤال عن رأيه ومواقفه من قضايا متعددة.
الأساس في فلسفة الدين هو مكارم الأخلاق وحسن المعاملة؛ حيث سبقت الرحمة العقاب، وسبقت المغفرة العذاب، وسبق الحب كل شيء، وكل الطرق تؤدي إلى الله، وهو يحكم بفضله وإحسانه يوم القيامة بين خلقه فيما كانوا فيه يختلفون.
في النهاية عليك الترحم على كل إنسان لم يظلم أو يقتل أو يمارس جرائم ضد الإنسانية، ومن وقع عليك منه ظلما أو قهرا فأنت حر تسامحه أو عند الله تجتمع الخصوم.